النشاطات القادمة

7 اقتباسات عن الذكاء العاطفي

  7 اقتباسات عن الذكاء العاطفي

7 اقتباسات عن الذكاء العاطفي

كما هو الحال مع أي موضوع شائع، يوجد نحو مليون اقتباس حول الذكاء العاطفي، وقد اتضح أنَّ الكثير منها قد يكون على حق؛ لذا سنتناول في هذه المقالة بعضاً من أكثر الاقتباسات عمقاً والأكثر استخداماً حول الذكاء العاطفي، ونزن الأدلة، ونحدد مدى صدق هذه العبارات.

1. ترافيس برادبري (Travis Bradberry): "ما هو الذكاء العاطفي؟"

يقول ترافيس برادبري (Travis Bradberry) في كتابه "الذكاء العاطفي": "إنَّ الذكاء العاطفي قدرتك على التعرُّف إلى العواطف في نفسك والآخرين وفهمها، واستخدام هذا الوعي لإدارة سلوكك وعلاقاتك".

ويقول الباحثون ماير (Mayer) وكاروزو (Caruso) وسالوفي (Salovey) عن الذكاء العاطفي: "يشير الذكاء العاطفي إلى القدرة على التعرُّف إلى معاني العاطفة وعلاقاتها، وإلى العقل وطريقته في حل المشكلات على أساس كلٍّ منها؛ حيث يشارك الذكاء العاطفي في القدرة على إدراك العواطف، واستيعاب المشاعر المتعلقة بها، وفهم معلومات تلك العواطف وإدارتها".

يبدو هذا متطابقاً تماماً مع تعريف برادبيري، إذ يُعرَّف الذكاء العاطفي على أنَّه قدرة -تماماً مثل القدرة المعرفية (IQ)- ويتضمَّن ما يأتي:

  • التعرُّف على العواطف وتحديدها في نفسك.
  • التعرُّف على العواطف وتحديدها في الآخرين.
  • إدارة عواطفك.
  • إدارة عواطف الآخرين.

وفقاً لنماذج الذكاء العاطفي، توجد طرائق مختلفة لتصوره على نحو أشمل وأفضل؛ ولكن يمكن اعتبار المكونات المذكورة أعلاه عناصر البناء.

ربَّما يكون النموذج الأكثر شهرة والمقبول على نطاق واسع هو نموذج ماير (Mayer) وزملائه للفروع الأربعة للذكاء العاطفي، والتي هي:

  • إدراك العاطفة: القدرة على إدراك العواطف بدقة في تعابير الوجه والأصوات.
  • التيسير: القدرة على استخدام العواطف لتوجيه إدراكنا.
  • فهم العاطفة: فهم معنى العواطف والمعلومات المرتبطة بها.
  • إدارة المشاعر: القدرة على تنظيم وإدارة عواطفك وعواطف الآخرين.

إنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات عالية في كلٍّ من هذه المجالات هم أشخاص يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ؛ وعلى العكس من ذلك، يتمتع الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إدراك العواطف وتحديدها أو يفشلون في ربطها بالمعلومات ذات الصلة بمستوى منخفض من الذكاء العاطفي.

2. دانييل جولمان (Daniel Goleman): "الدماغ العاطفي"

الآن، وبعد أن عرفنا ما هو الذكاء العاطفي، دعونا ننتقل إلى بعض الاقتباسات الأكثر إثارة للاهتمام؛ حيث يقول دانييل جولمان (Daniel Goleman): "يستجيب الدماغ العاطفي لحدث ما بصورة أسرع من الدماغ المفكِّر".

أي أنَّ رد الفعل العاطفي للشخص أو تأثيره منفصل عن المعالجة المعرفية له، ولكنَّه يتأثر بها؛ فردود أفعالنا العاطفية متأصلة في تجاربنا؛ لذا سيجعل التعرض إلى حافز مألوف أدمغتنا تستعيد ذكرياتنا بسرعة، وتعكس الاستجابة العاطفية الأكثر شيوعاً أو بروزاً التي كنَّا نستجيب من خلالها في السابق إلى هذا المثير.

تختلف الطريقة التي نشعر بها بالاستجابة لحدث ما من شخص إلى آخر؛ إذ تعتمد استجابتنا على مزاجنا وأهدافنا وقيمنا وطريقتنا في ترميز ومعالجة المعلومات، وعلى معتقداتنا وتوقعاتنا وكفاءاتنا العامة، وقدرتنا على التنظيم الذاتي.

إنَّه لمن المعروف أنَّ استجابتنا العاطفية تكون لاواعية أو لاشعورية عموماً، وليست ضمن نطاق سيطرتنا؛ وقد يبدو من المؤسف أو السخيف أن يكون رد فعلنا العاطفي أسرع من استجابتنا المعرفية، ولكن يوجد سبب وجيه لذلك، وهو أنَّ الدماغ العاطفي مسؤول عن استجابة "الكر والفر"، وهي ردود الفعل اللاإرادية في الوقت الحالي لما يحدث من حولنا، والتي تساعدنا على تحديد أفضل مسار للعمل.

رغم أنَّ هذه الآلية مفيدة للبقاء، إلَّا أنَّها ليست مفيدة دائماً لعملنا في العالم الحديث؛ إذ إنَّه من النادر أن تقلق بشأن تعرضك إلى هجوم من حيوان مفترس واتخاذ قرار بشأن القتال أو الفرار.

لذا فمن الهام إدراك مسار أولوية الدماغ العاطفي لوعينا، لا لأنَّنا نستطيع فعل أي شيء لتغييره، ولكن لأنَّنا بحاجة إلى أن نأخذ ذلك في الاعتبار عندما يبدأ الدماغ في التفكير.

يدور الذكاء العاطفي حول إدراك أسبقية النظام العاطفي في دماغنا وأخذ رد فعلنا العاطفي باهتمام؛ ويمكن للشخص الذكي عاطفياً التعرف بسرعة على الاستجابة العاطفية التلقائية لما هو عليه، وتحديد أفضل طريقة لدمجها في عملية اتخاذ القرار أو منع اتخاذه.

3. دانييل جولمان (Daniel Goleman): "التأمُّل"

يقول دانييل جولمان (Daniel Goleman): "لقد وُجِد التأمُّل الواعي لتعزيز القدرة على تثبيط تلك الدوافع العاطفية السريعة للغاية".

لعلَّ واحدة من أكثر فوائد التأمل الذهني تأثيراً، والتي يسعى المرء إلى تحقيقها في التأمل هي تعزيز قدرة المتأمِّل على التحكُّم بعواطفه؛ إذ لا يمكننا بالتأكيد التحكُّم تماماً بما نشعر به، لكنَّنا نتحكم بكيفية رد فعلنا بناء على عواطفنا.

لقد وجدت دراسة أنَّ ممارسة تأمل اليقظة الذهنية بانتظام تقلِّل من استجابة المتأمِّل للمحفزات السلبية؛ وبعبارة أخرى: يكون أولئك الذين يمارسون التأمُّل الواعي أكثر قدرة على تنظيم استجابتهم العاطفية للأشياء السلبية أو غير السارة التي يرونها حولهم.

كما تحكَّم الباحثون أيضاً بميزة اليقظة الذهنية، أو الميل الأكثر ثباتاً إلى الانتباه؛ إذ اتضح أنَّه سواء كنت تميل بصورة طبيعية نحو اليقظة الذهنية أم لا، تعزز ممارسة تأمل اليقظة قدرة دماغك على التعافي بسرعة من المحفزات السلبية وتنظيم الاستجابة لها.

تحقِّق اليقظة الذهنية هذه تحسين القدرة من خلال تعليم الممارسين كيفية ملاحظة مشاعرهم والتعرُّف عليها وقبولها بدلاً من محاولة تغييرها؛ فعندما نكون يقظين، لا يعني هذا أنَّنا لا نشعر بعواطفنا، ولكنَّنا نضمن أنَّنا لن نسمح لها بالخروج عن نطاق سيطرتنا.

يكدِّس أولئك الذين يمارسون اليقظة الذهنية بانتظام مهاراتهم في الاستجابة بعناية للمحفزات العاطفية العالية، ممَّا يمنحهم رد فعل أسرع للاندفاعات العاطفية التي تدفعها مثل هذه المحفزات؛ ولا يعني ذلك أنَّ اليقظة الذهنية تساعدك على تجنُّب الشعور بالمشاعر السلبية، لكنَّها تساعدك على التعرُّف على ما يحدث لك عندما تُحفَّز لديك استجابة عاطفية، وتسهِّل عليك كبح ردود أفعالك الاندفاعية إلى تلك المشاعر.

4. دانييل جولمان (Daniel Goleman): "النضج"

يقول دانييل جولمان (Daniel Goleman): "يميل الناس إلى أن يصبحوا أكثر ذكاء عاطفياً مع بلوغهم سن النضج"؛ وهذا بديهي؛ إذ من السهل أن نرى كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يزداد مع تقدُّمنا ​​في العمر، ولكن هل هذا صحيح حقاً؟

إنَّ درجة الذكاء العاطفي لدى الشخص مستقرة عموماً؛ ممَّا يعني أنَّه لا يختلف اختلافاً كبيراً من لحظة إلى أخرى أو يتقلب كثيراً حسب مزاجنا، ولكن يبدو بالتأكيد أنَّه يزداد تدريجاً بمرور الوقت.

لقد وجدت الدراسات حول هذا الموضوع أنَّ العمر له تأثير كبير على الذكاء العاطفي، وأنَّ الحاصل العاطفي يزداد على مر السنين؛ ولكنَّ الأمر ليس بهذه البساطة؛ فرغم أنَّ الذكاء العاطفي يزداد مع تقدُّم العمر، إلَّا أنَّه ليس مساراً سلساً.

يميل الذكاء العاطفي إلى الازدياد مع الخبرة؛ فكلما تقدَّمت بالعمر، زاد احتمال حصولك على خبرة واسعة في فهم وإدارة العواطف؛ لكن إذا كان الشخص متوحِّداً فعلياً مع تقدمه في العمر ولا يتفاعل مع الآخرين، فقد لا يكون لديه الفرصة لتطوير مهارات الذكاء العاطفي.

5. دانييل جولمان (Daniel Goleman): "النجاح"

يقول دانييل جولمان (Daniel Goleman): "أريدُ أن أقول أنَّ معدل الذكاء المعرفي هو أقوى مؤشر للمجال الذي يمكِّنك أن تحصل فيه على وظيفة، سواء كنت محاسباً أم محامياً أم ممرضاً؛ إذ يمكن أن يُظهِر معدل الذكاء المعرفي ما إذا كان لديك القدرة المعرفية للتعامل مع المعلومات والتعقيدات التي تواجهها في مجال معيَّن؛ ولكن بمجرد أن تكون في هذا المجال، يظهر الذكاء العاطفي كمؤشر أقوى بكثير يشير إلى مَن سيكون الأكثر نجاحاً؛ ذلك لأنَّ الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا في علاقاتنا هي التي تحدد مدى أدائنا عندما نكون في وظيفة معينة".

هذا الاقتباس طريقة أكثر شمولاً لقول فكرة بسيطة مفادها أنَّ معدل الذكاء المعرفي غالباً ما يفتح الباب أمام الفرص، لكنَّ الذكاء العاطفي هو ما يدعمك بمجرد الاستفادة من هذه الفرص.

يمكن التفكير في معدل الذكاء كمقياس عام للقدرة المعرفية، وتُعدُّ القدرة المعرفية الكبيرة عموماً مقدِّمة للنجاح؛ فهي تُسهِّل دراستك في المدرسة، وتسمح لك بدخول الكلية، وتُسهِّل طريقك إلى مهنتك المطلوبة؛ لكن ومع ذلك، فإنَّ معدل الذكاء المعرفي ليس المؤشر الوحيد للنجاح، وهذا هو المكان الذي يأتي فيه دور الذكاء العاطفي؛ ففي تحليل جمع نتائج الدراسات التي أُجرِيت مع عشرات الآلاف من المشاركين، وُجِد أنَّ الذكاء العاطفي له تأثير كبير في الأداء الوظيفي.

أي بعبارة أخرى، يُعدُّ ذكاؤك العاطفي مؤشراً أفضل لأدائك الوظيفي عندما تعمل بالفعل في تلك الوظيفة؛ فقد يكون معدل الذكاء هو الذي ساعدك في الوصول إليها، ولكنَّ الذكاء العاطفي هو ما سيساعدك في الحفاظ عليها.

6. أرسطو (Aristotle): "الغضب"

يقول أرسطو (Aristotle): "يمكن لأي شخص أن يغضب، وهذا أمر سهل؛ ولكنَّ توجيه الغضب إلى الشخص المناسب وبالدرجة المناسبة وفي الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب ليس سهلاً، وليس بمقدور الجميع أن يفعل ذلك".

يحدد هذا الاقتباس من الفيلسوف القديم الشهير فكرة مثيرة للاهتمام، وهي: "ليس الغضب مجرد شعور مقبول لنشعر به، فهو جيد في بعض الظروف؛ ولكنَّ القليل منَّا يعرف كيفية توجيهه توجيهاً صحيحاً".

فكِّر كيف تشعر عندما تغضب: هل تتخذ قراراتك الأكثر حكمة ورشداً؟ أم تجد صعوبة في التفكير المنطقي؟ أم تقول أشياء قد تندم عليها لاحقاً بمجرد انتهاء عاصفة الغضب؟

إنَّه لمن المعروف أنَّ الغضب يشجِّع الناس على إلقاء اللائمة على الآخرين أو على أنفسهم عندما تسوء الأمور، وهو إحساس زائف باليقين بشأن الموقف، وقد يدفع الناس إلى إصدار أحكام وعقوبات أكثر صرامة؛ لكنَّ أرسطو كان على حق، إذ توجد بالتأكيد طرائق صحيحة للشعور بالغضب والتعبير عنه وإدارته، والطريقة الصحيحة مرتبطة بقوة بالذكاء العاطفي.

وجد الباحثان (فورد) و(تمير) أنَّ أولئك الذين يفضِّلون التعبير عن غضبهم في المواقف المناسبة للسياق -أي في الحالات التي يكون فيها الغضب مبرَراً- يتمتعون بذكاء العاطفي أعلى من أولئك الذين تمسكوا بالسعادة في السيناريوهات نفسها التي تثير الغضب؛ حيث يوجِّه الذكاء العاطفي العالي الناس إلى ملاحظة عواطفهم، والتعرُّف عليها على نحو صحيح، والتعبير عنها بطرائق فعالة، وإدارة العواقب.

7. جون جوتمان (John Gottman): "العلاقات"

يقول جون جوتمان (John Gottman): "لقد وجد الباحثون أنَّ مدى وعيك العاطفي وقدراتك على التعامل مع المشاعر تتخطَّى معدل الذكاء، وتحدد نجاحك وسعادتك في مناحي الحياة كافة، بما فيها العلاقات العائلية".

يوضح هذا الاقتباس أنَّ الذكاء العاطفي يرتبط ارتباطاً كبيراً بالرضا عن علاقات المرء، وبالميل نحو التفاعلات الإيجابية مع الآخرين؛ كما أنَّه يرتبط سلباً بالعصبية، وهو أمر منطقي، فالذكاء العاطفي والعصبية أمران متناقضان.

لا تتحسَّن العلاقات بين البالغين من خلال الذكاء العاطفي فحسب، بل إنَّها مفيدة للأطفال أيضاً؛ فعندما يكون الوالدان منفتحين وصادقين في المحادثة، يفعل الأطفال الشيء نفسه، ممَّا يخلق استمتاعاً ببيئة أكثر إيجابية، وتعزِّز التعلم، وتُولِّد فهماً عاطفياً أكبر وإدارة أفضل للعواطف وتطبيقها.

علاوة على ذلك، يكون الصغار الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ أقل عرضة إلى أن يكونوا منعزلين، أو يتعاطون المخدرات أو الكحول، أو يصبحوا عنيفين مع الآخرين؛ ويشكل كل هذا مؤشراً جيداً للنجاح والعلاقات الإيجابية.

رسالة إليك

نأمل أن تكون هذه المقالة قد أعطتك فكرة أفضل عن الذكاء العاطفي وسبب أهميته في الحياة الاجتماعية والمهنية على حد سواء، وأن تكون قد تعلمت أيضاً بعض الاقتباسات الجديدة واكتسبت فهماً مُحسَّناً لأهمية الذكاء العاطفي في حياتك اليومية.

المصدر



آخر المنشورات

اكتسب ذكاءً عاطفيًا يقودك للتميّز

حلول عملية قائمة على النتائج، مصمّمة بعناية لتواكب احتياجاتك وأهدافك

هل لديك أي استفسار؟ تواصل معنا