النشاطات القادمة

جوانب الذكاء العاطفي الخمس

  جوانب الذكاء العاطفي الخمس

جوانب الذكاء العاطفي الخمس

واحدةٌ من أهمِّ السمات التي يجب أن يتسم بها القائد هي: "الذكاء العاطفي"، فبمجرَّد الحيث عن الذكاء العاطفي، فإنَّنا نتحدَّث عن عنصرٍ أساسيٍّ في القيادة الفعَّالة؛ فالذكاء العاطفي هو القدرة على التناغم مع نفسك وعواطفك بطريقةٍ إدراكية، فضلاً عن القدرة على الوعي السليم والإلمام بالأوضاع، والتي تكون بمثابة أداةٍ قويةٍ تساعد في قيادة الفريق. فأن يكون لدى الفرد معرفةٌ بطبيعة عواطفه وعواطف الآخرين، وفهمها، والاستجابة لها، والوعي بمدى تأثير كلماته وأفعاله في الآخرين؛ يعني أنَّه يتمتع بالذكاء العاطفي.

يجب أن يتمتع القائد الناجح بالعديد من أنواع الذكاء، وأهمها الذكاء العاطفي، حيث يشكِّل جزءاً هامَّاً من البناء النفسي للإنسان؛ كما يرتبط بالقدرات العقلية والعاطفية معاً. وأهمُّ صفةٍ قد يتصف بها القائد هي: التأثير في الآخرين، ولا يمكن له أن يكون مؤثِّراً إن كان بغيضاً أو مكروهاً من قِبَلِ مرؤوسيه، فمهما تمتع بالقدرات العقلية التي ترفع من قيمته وقيمة عمله، فعليه أيضاً أن يتمتع بالقدرات العاطفية التي تكمن فيمن يمتلكون الذكاء العاطفي.

أشارت بعض الدراسات إلى أهمية هذا الذكاء وفعاليته في إدارة الأزمات، والحدِّ من الضغوطات النفسية، وتقليل المناخ الحاد داخلَ العمل.

يتَّصف الذكاء العاطفي الخاصُّ بمهارة القيادة بخمس صفات، ألا وهي: الوعي الذاتي، والإدارة الذاتية، والتعاطف، وإدارة العلاقات، والتواصل الفعَّال.

غالباً ما يحاول العديد من الناس دفن مشاعرهم وعدم التصريح بها، ولكن بقدر ما نقوم بتشويه وإنكار ودفن عواطفنا وذكرياتنا، فإنَّه لا يمكن التخلُّص منها أبداً.

يمكنك تعلُّمُ كيف تكون مستقلاً عاطفياً، وكيف تكتسب السمات التي تُمكِّنك من امتلاك الذكاء العاطفي؛ وذلك من خلال معرفة العواطف الداخلية وقبولها، والوعي بكيفية تأثيرها في قراراتك وأفعالك.

لا يمكن للقائد الذي يفتقر إلى الذكاء العاطفي معرفة احتياجات ورغبات وتوقعات مرؤوسيه بشكلٍ فعَّال؛ كما أنَّه يخلق حالةً من عدم الثقة بين موظفيه، ويعرِّض علاقات عمله للخطر؛ لذلك يجدر بالقائد الجيد أن يكون على درايةٍ بعلم النفس، وأن يكون لديه إدراكٌ للذات، وفهمٌ بكيفية التواصل اللفظي وغير اللفظي الذي يؤثِّر في الفريق.

للمساعدة في فهم كفاءات الذكاء العاطفي المطلوبة للقيادة الفعَّالة، نوصي بتحديد مدى امتلاكك العناصر الآتية:

أولاً: التقييم الذاتي

هو امتلاك القدرة على التعرُّف على أنفسنا، ومشاعرنا، ونقاط قوَّتنا وضعفنا، ومعرفة قيمنا، وفهم تأثيرها في أنفسنا والآخرين. فبدون تفكيرٍ لا يمكننا فهم أنفسنا أو معرفة ما نحن عليه بحق، ولماذا نتخذ قراراتٍ معينة؛ ولا يمكننا أن نعرف في أيِّ شيءٍ نحن جيدون، وفي أي شيءٍ نفشل في تحقيق مبتغانا. فمن أجل الوصول إلى أقصى إمكاناتك، يجب أن تكون واثقاً من هويتك، وعلى درايةٍ كبيرةٍ بمعالمك الداخلية.

يمكن لأولئك الذين لديهم فهمٌ قويٌّ لمن هم وما الذي يريدون العمل عليه، تحسين أنفسهم باستمرار.

ثانياً: التنظيم الذاتي

يُعرَف أيضاً باسم: ضبط النفس، ويتضمَّن ذلك: التحكُّم بعواطفنا المدمرة أو إعادة توجيهها، والتكيف مع ظروف التغيير لإبقاء الفريق في الاتجاه الإيجابي.

لا يجب على القادة أن يفقدوا هدوءهم، فالهدوء معدٍ مثل الذعر تماماً؛ كما وتؤثِّر شخصية القائد في من حوله؛ لذلك عندما تلعب دوراً قيادياً، عليكَ أن تظلَّ هادئاً وإيجابياً حتِّى يكون بمقدورك التفكير والتواصل بوضوحٍ أكبر مع فريقك.

ثالثاً: التعاطف والتراحم

التعاطف هو القدرة على وضع نفسك في مكان شخصٍ آخر، ومحاولة فهم شعوره وطريقة تفاعله مع موقفٍ معين؛ فعندما يكون لدى المرء التعاطف، تكون القدرة على الشعور بالرحمة في أوجها، فالعاطفة التي نشعر بها تكون استجابةً للمعاناة التي تحفِّز بداخلنا الرغبة بالمساعدة.

وكلَّما زاد ارتباطنا بالآخرين، أصبحنا أفضل في فهم ما الذي يحفِّزهم أو يزعجهم.

رابعاً: إدارة العلاقات

تحتاج إدارة العلاقات إلى تركيزٍ قويٍّ وفعَّال، فلا يمكنك إجراء اتصالاتٍ عميقةً مع الآخرين إذا كنت مشتتاً، فلكلٍ منَّا عائلته والتزاماته وقائمة مهامه، لكنَّ بناء العلاقات والحفاظ عليها صحيةً ومنتجةً أمرٌ أساسي يحتاج إلى قدرة الفرد على اكتساب ذكاءٍ عاطفيٍّ أعلى.

يجب أن تكون لديك القدرة على التواصل بفعاليةٍ وإدارة العلاقات بشكلٍ صحيحٍ من أجل تحريك فريقٍ من الأشخاص في الاتجاه المطلوب.

خامساً: التواصل الفعَّال

في الفرق العسكرية، عليك القيام بثلاثة أشياء بدون أخطاءٍ لتكون جندياً فعَّالاً وعضواً في الفريق، وهي: التنقل، وإطلاق النار، والتواصل.

للتواصل أهميةٌ قصوى، وهو مبدأٌ أساسيٌّ من مبادئ القيادة، ويؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ في ذكاءك العاطفي، وفي علاقتك بمن هم حولك. تشير الدراسات إلى أنَّ التواصل الفعَّال يشكِّل  7 ٪  من الكلمات التي نقولها، وتشكِّل93 ٪ لهجة ولغة الجسد.

عادةً ما تكون حالات سوء الفهم وعدم التواصل أساس المشاكل بين معظم الناس، فدائماً ما يؤدِّي الفشل في التواصل بفعاليةٍ في مكان العمل إلى الإحباط والمرارة والارتباك بين الموظفين؛ أمَّا التواصل الفعَّال فيمكنه أن يزيل العقبات ويشجِّع العلاقات في مكان العمل.

عندما يعرف الموظفون دورهم داخل الشركة، ويفهمون كيف يستفيدون من الاتجاه العام والرؤية؛ يراودهم شعورٌ بالقيمة والإنجاز؛ لأنَّ التواصل الجيد يؤدِّي إلى المحاذاة والشعور المشترك بالهدف.

يُعدُّ الذكاء العاطفي أداةً قويةً وهامَّةً جداً لتحقيق الأهداف، وتحسين علاقات العمل العصيبة، وخلق بيئة عملٍ صحيةٍ ومنتجة، وخلق ثقافةٍ تنظيمية؛ لذلك لا بدَّ وأن يتمتع القائد بالذكاء العاطفي الذي يهيئه لفهم مشاعره ومشاعر الآخرين، حتَّى يسير العمل بروحٍ إيجابيةٍ تبعاً لقاعدة غولمان التي تقول: "Good Mood = Good Work"؛ أي أنَّ المزاج الجيّد يؤدِّي إلى عملٍ جيِّد.

فحالة القائد العاطفيَّة لها الأثر الأكبر في أداء العاملين معه، فإذا كان إيجابياً ومتفائلاً ومنفتحاً ومتعاوناً، فإنَّه ينقل هذه الأجواء إلى عامليه؛ أمَّا إذا كان عابساً وعصبياً ولا يثق بأحد، فستجد أجواء العمل مليئةً بالصراعات؛ فالقائد هو المحور الأساس لكلِّ شيء، حيث تنعكس صفاته وذكاؤه على أفراد فريقه لتصبح المؤسسة خليةً متناغمةً ومتماسكة، وتعمل بانسجامٍ لتحقيق الأهداف المرجوة، بعيداً عن أجواء القلق والتوتر.



آخر المنشورات

اكتسب ذكاءً عاطفيًا يقودك للتميّز

حلول عملية قائمة على النتائج، مصمّمة بعناية لتواكب احتياجاتك وأهدافك

هل لديك أي استفسار؟ تواصل معنا